المعنى يهرب في جوف الريح
يسقط في الجبِّ
أتطلع في شوق وترقب
أستدعيه بألفاظ شتى
قال الشيخ :
تضرَّع لله ...
فتضرَّعت
اذبحْ شاة ً...
فذبحت
اركضْ في وهج الشمس
ركضت
اجلسْ في ظلِّ النخلة
وارو القصة كاملة
فجلست
أشعلت بخورًا
وقرأتُ طلاسمَ
رتـَّلتُ نشيد الغربة
في جوف الليل
أشعلتُ النار بأعضائي
عانقتُ نجومًا ...
وسألتُ جمادًا ...
وتلوتُ تراتيل ...
تحدثتُ إلى الأشباح
وزرتُ السحرة والكهَّان
وعيونك ما زالت هاربة ً
في قاع الجبّ
ما زالت عارية
تبحث عن ثوب
تتدثـَّرُ بالعزلة والغربة
قال الشيخ :
اسبحْ في النهر
واشربْ من ماء النهر
فستأتي لتزورك
فسبحت
قال الشيخ :
اقرأ ورد الليل
ستأتي لتزورك
فقرأت
وعيونك ما زالت هاربة
أعلنت ِ العصيان
فلاحقتُ خطاها
فتخفـَّتْ في سحب الوهم
شممتُ الأنفاس ...
توارتْ بين اللذة واليأس
قال الشيخ :
الليلة شتوية ...
والأمطار غزيرة
فاخرج في ثوب الشعراء
واخلع نعليك ...
وتقدَّمْ ...
ألق عصاك
اخلع أثوابك كاملة
واجعل نفسك عارية ...
واستدع الريح ...
وتطلع في الجب
تطلعتُ
فسقطتُ ...
عانقتُ المعنى
وبكيت

الجمعة، أكتوبر 09، 2009
الطريق إلى المعنى
ديوان : ليالي الحلاج ، مكتبة الآداب ، القاهرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق