الجمعة، أكتوبر 09، 2009

الفارس يترجل

أهواك ؟! عهد الهوى ولَّى فلا تصـفي

خبيئة الـروح روحـي أو فيافيـــها

تسرَّب العمر عمري هل بـدا رمــق

لصولة النفس تروي عـن أماسيــها

تحـدِّث القمـر الوضَّـاء عن قمــر

ضيــاؤه يتجلَّـى فـي روابيـــها

تسرَّب العمرُ كَـمْ ناشـدتُ خطوتــه

أن تبطـئ السيـر ، لم تسمع لداعيـها

ناديتـها وطيـوف الـروض مثخنـة ٌ

هذي ربى العشق قد أقوت مغانيــها

هذي الرياض التي بالأمس ضاحكـها

وأدمـن العشـق قاصيـها ودانيــها

لكـنْ توشَّــحت الصمصـام ثائـرة

أذكت لهيب الردى ، والقهـرُ راعيـها

أهواكِ؟! قد جئـتِ في عهـد مخادعة

طيوفه ، فاسألـي الأعمـاق ما فيـها

لا تسألي النفـس عن أيَّـام غربتــنا

وخطرة الطيـف ليـلاً في نواحيــها

معانقـاً قوسـه فـي عـزِّ مملكــة

فتسقـط الـروح سكرى في أمانيــها

فينثنــي تاركـاً سهـماً بأضلعــها

وأدمعــاً تتلظـَّى فـي مآقيـــها

تمضـي تطالـع بحـَّـاراً سفائنــه

حيرى يعانـق في عشـق صواريـها

لكـم تسابــق والظلمـاء حالكــة

إلى السفين ليشـدو اللحـن حاديــها

وكـم تعانـــق جـوَّال وأغنيــة

في ظلمة الدرب تحـدوه ضواريــها

لا طلعة النجـم تهـدي الروح راجية

ولا الحنيـن إلى الأوطـان هاديــها

ولا مويجات بحـر ضـجَّ ساحلــه

مـن الأنيـن تواري نـار صاليــها

لكَـمْ يحـنُّ إلـى السمَّـار يعصفـه

حلــم الغريـب وآمـال يواريــها

أهواكِ؟! نبـض الهوى مازال في دمنا

يُذكي الحنيـنَ إلى الأحـلام ساريـها

من يوقف الشيبَ يطوي الروح حائرة

بيــن التمنـي وآلام تعانيــــها

يا نسمة في الخليـج القلـبُ عانقـها

دماء يعرب تسـري فـي مجاليــها

أهـواكِ أهـواكِ كم حلـم ٍ يـراودنا

وصـولة الحلـم لا وصـف يدانيـها

شرَّقـتُ غرَّبـتُ حـاذرتُ لا أمـلٌ

صـرتِ الحياة وصرتِ روح رائيـها

أهواك ؟! ألف أجل لا النفس يردعـها

ضعف الغريب ، ولا أسواط شانيــها

ولا الطبــول التـي للقهـر معلنــة

تعلو وتعلو ، فمن يقوى يعاديــها ؟!

روح ٌ تحـنُّ وآمــال تـــراودها

واسَّاقطـت أدمــع للــه باريـها

حملتُ عبء الهوى واللحـن قائـدنا

لمـن تبـدَّت فلا شـيء يساميــها

تختـال معلنــة للنـور طلعتــها

فلا الضيـاء تمـادى أن يباهيــها

فقلتُ لحـن مـن العشَّـاق أحملـه

إليـك وحـدك أنت شمس رائيــها

بالأمس كنتُ خليَّ القلب راضيــة

جوانـحي بلحـون مـن أماسيــها

أزور قبـري وأرجـو الله يرحمنـي

يهزُّ روحي مع الظلمـاء ماضيــها

واليـوم جئـت أعيـد الكـرَّ ثانيـة

تقودنـي الشمس في أبهى معانيــها

فأمسكتْ شعـرة فـي الرأس بـارزة

بيضاء تطفو على سطح الهوى تيـها

تختال كالبدر يمحو ظلمة نشرت

أستارها وتحامت في صياصيها

فاساقطت تحت وقع الخطو معلنة

أن البقاء خيال من أمانيها

فقلت بدر تضيء الكون طلعته

كيما نرى فتهادت في تعاليها

هل ترحم الشيب أم تغتال حاملـــه

قامت تحثُّ إلى الكاسات ساقيـــها

كانت تهشُّ لوقع السـوط في يــدها

على الفـؤاد إذا غنَّـت سواقيــها

كانت تهشُّ للـون الـدم في يـدها

من الفؤاد إذا طاشـتْ مواضيــها

فقلـت ردِّي فـؤادي لا أعـود لها

هـذا الفـؤاد بقايا العمر أرجـوها

قالت لحـوني تجلَّت في ملامحـه

أباح سـرِّي أمـا يكفيك تمويـها

خلَّـدت ذكـرك بالأشعار نابضـة

لكـنَّ قلبـك يأبـى فـيَّ تشبيـها

هـذا أسيري ولـن تلقـاه ثانيـة

إلا أسيرًا فـلا الأسـرار يفشيـها

فعـدت أحمل شلو العمـر نازحـة

روحي إلى حـرم الأنـوار نائيـها

أبيت مـن حـرم نـاءٍ إلـى حـرم

أنأى لعـلَّ خيـالاً يُرْتَـجى فيـها

وغرَّبتـْني طيـوفُ العشـق ثانيـة

فالعشق أوَّلـها والعشـق ثانيــها

ديوان : الفارس يترجل ، مكتبة الآداب ، القاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق