الجمعة، أكتوبر 09، 2009

أين تمضي ؟!!






إلى روح والدي الذي مات وفي يده فسيلة يريد أن يغرسها







وجهُنا للمسجَّى على الأرضِ


يَلْفِظُ أنفاسَه ،


ويخبّئ في كمّنا سرَّه ،


وردةً ،


والظلامُ يُدَاهِمُهُ ،


قَطَفَتْها يداه


يُعَلِّمُنَا كيف تكتب أفواهُنا صوتَها ،


كيف تكتم أضلاعُنا بَوْحَهَا .


كان يمضي بصحبة ذاك الغمام


الذي ينتمي للمدى ،


والموانئُ تَشْخَصُ أعينُها ،


وتلملم أشلاءَه ،


تستعيد تقاسيمَ رحلتِه ،


وَجْهَه ،


عِلَّةً كان يَحْمِلُها بين أضلاعِه ،


ويعودُ إليها إذا لَيْلُهُ جَنَّ ،


واستتر القومُ في غفوةٍ ،


جمراتٍ


تُقَلِّبُهُمْ يَمْنَةً .. يَسْرَةً .


أين تَمْضي ..


وأعضاؤُنا تَحْتَرِقْ ؟!!


* * *


وجهُنا للمُسَجَّى على صفحةِ النهر


يَكْتُبُ تاريخَه


ويُمَزِّقُ تاريخَنا


لِمَنْ سَنَبُوحُ إذا الليلُ جَنَّ ؟!


ومَنْ سيعيد بدائيّةَ الحلمِ ،


حادي القبيلةِ ،


صوتَ الصهيلِ ،


ويُغْلِقُ بَوَّابةً للعَدَمْ ؟!!


ويكتب تاريخَ تلك الأممْ ؟!!


أم القلبُ يَبْقَى تُمَزِّقُه الذكرياتُ ،


وجدرانُه تنهدمْ ؟!!


* * *


وجهنا للمسجّى على صفحة القلب


يحفر صورته في الضمير


ويفتح للسائرين طريق القمم .


عليلٌ يراودك البوحُ في الظلمة الحالكة ،


وبين القلوب تَفَشَّى الصمم .


* * *


رَبَضْتَ على ربوة الليل


ممتطيًا قطرةً من ذهول الزمان


تَشَبَّثُ بالفكرةِ النابغيّةِ


داكنةً كالغمامة ،


مَوَّارةً ،


مدجّجةً بالأمانيّ


يا أيّها القوم كونوا على أُهْبَةِ الحلمِ


إذ تشرق الشمسُ بالجمرات ِ


وهُزّي إليك بطرفِ الصحيفةِ


تسّاقطُ المهجُ الواجفة .


* * *


ربضتَ على ربوةِ الفجرِ


مُمْتَطِيًا صَهْوَةَ السيفِ


كنتَ تقيسُ المسافةَ بين بيوتِ البغايا


ولحمٍ قديد ،


تَقِيسُ المسافةَ بين رياضِ الخليفةِ


والصحراءِ العِجَاف


وأنتَ رضيتَ بكسرة خبزٍ ،


وماءٍ … وكوب حليب .


أين تمضي ..


وأوراقُنا تَحْتَرِقْ ؟!!

*

ديوان: الفارس يترجَّل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق