
إلى روح والدي الذي مات وفي يده فسيلة يريد أن يغرسها
وجهُنا للمسجَّى على الأرضِ
يَلْفِظُ أنفاسَه ،
ويخبّئ في كمّنا سرَّه ،
وردةً ،
والظلامُ يُدَاهِمُهُ ،
قَطَفَتْها يداه
يُعَلِّمُنَا كيف تكتب أفواهُنا صوتَها ،
كيف تكتم أضلاعُنا بَوْحَهَا .
كان يمضي بصحبة ذاك الغمام
الذي ينتمي للمدى ،
والموانئُ تَشْخَصُ أعينُها ،
وتلملم أشلاءَه ،
تستعيد تقاسيمَ رحلتِه ،
وَجْهَه ،
عِلَّةً كان يَحْمِلُها بين أضلاعِه ،
ويعودُ إليها إذا لَيْلُهُ جَنَّ ،
واستتر القومُ في غفوةٍ ،
جمراتٍ
تُقَلِّبُهُمْ يَمْنَةً .. يَسْرَةً .
أين تَمْضي ..
وأعضاؤُنا تَحْتَرِقْ ؟!!
* * *
وجهُنا للمُسَجَّى على صفحةِ النهر
يَكْتُبُ تاريخَه
ويُمَزِّقُ تاريخَنا
لِمَنْ سَنَبُوحُ إذا الليلُ جَنَّ ؟!
ومَنْ سيعيد بدائيّةَ الحلمِ ،
حادي القبيلةِ ،
صوتَ الصهيلِ ،
ويُغْلِقُ بَوَّابةً للعَدَمْ ؟!!
ويكتب تاريخَ تلك الأممْ ؟!!
أم القلبُ يَبْقَى تُمَزِّقُه الذكرياتُ ،
وجدرانُه تنهدمْ ؟!!
* * *
وجهنا للمسجّى على صفحة القلب
يحفر صورته في الضمير
ويفتح للسائرين طريق القمم .
عليلٌ يراودك البوحُ في الظلمة الحالكة ،
وبين القلوب تَفَشَّى الصمم .
* * *
رَبَضْتَ على ربوة الليل
ممتطيًا قطرةً من ذهول الزمان
تَشَبَّثُ بالفكرةِ النابغيّةِ
داكنةً كالغمامة ،
مَوَّارةً ،
مدجّجةً بالأمانيّ
يا أيّها القوم كونوا على أُهْبَةِ الحلمِ
إذ تشرق الشمسُ بالجمرات ِ
وهُزّي إليك بطرفِ الصحيفةِ
تسّاقطُ المهجُ الواجفة .
* * *
ربضتَ على ربوةِ الفجرِ
مُمْتَطِيًا صَهْوَةَ السيفِ
كنتَ تقيسُ المسافةَ بين بيوتِ البغايا
ولحمٍ قديد ،
تَقِيسُ المسافةَ بين رياضِ الخليفةِ
والصحراءِ العِجَاف
وأنتَ رضيتَ بكسرة خبزٍ ،
وماءٍ … وكوب حليب .
أين تمضي ..
وأوراقُنا تَحْتَرِقْ ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق