الجمعة، أكتوبر 16، 2009

مقام الكشف

بين النطق والصمت برزخ ٌ

تتلاقى في ظلمته ملامحُ آدم الأولى

وتبعثر ملامحُه الآنية

حين تجيء ملائكة النور

بعصاها البللورية

تغيبُ العبارة

وتتجلـَّى صورُ الأشياء

إذ لا تشبيه ولا تنزيه

فلا أنا أنا

ولا المكان المكان

ولا تسرُّني الحشمة عند النظر

ولا يسيئني الإمساك

وإذ تبدو طيورٌ آتية من الشرق البعيد

تغيبُ نسورٌ نحو الغرب

فلا أنا مَنْ أهوى

ولا مَنْ أهوى أنا

ولا نحن روحان حللنا بدنا

تعانقني طيورٌ خضراء

تغادرني نسورٌ صفراء

فغبتُ عني

وشاهدتـُني

وتدقُّ الطبولُ

يملأ السهرورديُّ كأسي

ويبوحُ :

سُرَّ مَنْ رأى

وتاه مَنْ رأى

تصلبني الأشياءُ على حوائط النور

أرى قدمي

أراق دمي

فعزَّني الخطاب

*

بين النطق والصمت برزخ ٌ

بعده القيامة

تفرُّ الأشياءُ من أجداثها

وتعانق صورتها الأولى

عارية ًتأتي

فلا هي ناصبتني المحبة َ

ولا على ناصيةِ الشوارع أردتني قتيلا :

اقرأ كتابك

عميقة ٌهي الأخاديدُ في القلبِ

كمْ بعت القلبَ

والدمَ

وأشياءً أخرى .

وانخسفت الأرضُ بملامح عبلة

مصلوبٌ على الجدران صوتُ عنترة

منذ أعلن عصيان القبيلة

وأطلالـُه في المتاحفِ

تشكو كثرة الزائرين



ديوان : مقامات سيدي أبي العرفان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق