الجمعة، فبراير 26، 2010

مقام التذكُّر

آن لي

أن تنامي على صدر الموجة

وتسافري عبر دفاتري

شرايينُ الألفاظ متخمة ٌ

بملامحِك الغضة

والنجومُ متشحة بعينيك

والنسوة ُيرتدين تاريخك

وأنتِ مصلوبة ٌعلى جدار الذاكرة

أكان يجبُ أن تفارقي عباءة فارسك المبجَّل

تتقاذفك الأمواجُ

في رحلةٍ خرافيةٍ

نحو الضفةِ الأخرى

تركضُ الملامحُ خلفك لاهثة :

خذيني ..

تدثـَّري بعباءتي .

وتحولُ بينكما الخطايا

فلا الملامحُ تأوي إلى جبل

يعصمُها من الخناجر الجامحة

ولا السفينة ُترسو على شاطئ الخلاص

قالت العرَّافة ُ:

ستعودُ إلى حضن الأزهار

حين ينغرسُ الخنجرُ في قلبها

وتتدثرُ بربوبية الخوف .

قلتُ :

ستكونُ بلا قلبٍ .

أما العازفون القدامى

فقد راقبوها

وهي تمخرُ عبابَ الخطايا

*

لكِ الخيالُ

ولي ظمأ الغصن للغيث

وللمرايا اشتياقٌ

لوجهِ الحبيبةِ

تلملمُ أوجاعَها

وتحضنُ صورة عاشقها

وللأجسادِ الناضجة بالألم

خناجرُ السأم

وللنسوة المتشحاتِ السوادَ

دموعُ الفراق

وللريح شهية ٌ للعصف

وللحلاج السحق والمحق والحرق

وإذ يتكئ على عكازه

ويتجوَّلُ قليلا

يتلمسُ صوره

ملصقة على جدران الذاكرة

ونهر دجلة يعانق وجهه

وأوراقه المتناثرة

فتساءل في حيرة :

أين قصر المقتدر ؟!

من ديوان : مقامات سيدي أبي العرفان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق